تحتل الركن القصي محاطا بأجساد تنفث دخان التباهي ،فيتصاعد لينقر أوتار دماغك القصي ويتجمع في مزبلة مخيخك الحافلة بالأسماء.. .
أيام التحصيل ركبت موج اليسار، وتوسطت حلقات الهتاف، وبأضخم الكلمات تشدقت وثرت ، ووقعت من العيون موقع البطل، واعتقدت أنك أنتلجنسي الهياج، وأليغ الميمنة ....
بين الرؤوس تحتل الصف الأول،، حيرني أمرك تجمع بين الهتاف والإصغاء، خلتك تمحص كل شيء وأنا القابع وسطا ، لم يكن لك خيار عن مكانك وإن تعددت اللهجات وطافت بين ابن قتيبة وإليوت ...عجبت لأمرك هذا، وتهاوى عجبي حين علمت أن احتلالك للصف الأول لم يكن لرصد التحليل وإذكاء المناقشة ،وإنما لقرب صفك من الباب !!!
برحت الباب واخترت بابا آخر، قد يكون ضيقا نسبيا بالنسبة للمدخل الأول، ومربعا بئيسا يجمع بين الرطوبة والهشاشة، ووجوها كئيبة تشتعل بريقا !!!.
لم يطل مكوثك ...حتى وصلتني كلمات تضجرك ، وعلامات استفهامك، أشفقت عليك، عجزت عن استجلاء الغشاوة، وإشباع نهم الوجوه الكئيبة وإذكاء روح التساؤل.
كنت شريطا كسولا يقضي بياض يومه بين المربع وصخب المقهى، حيث يكثر التشدق والغوص في الحلال والحرام ،والتمنطق المضروب درجة الصفر، لم تضف لهذا الصخب شيئا، ونزلت بالتمنطق الأجوف درجة أدنى ، حاولت الرفع من الدرجة / الصفر مرارا ، لكنك فشلت فاستهوتك رياح اللعبة ، حيث راودك الحنين لأيام الحلقات والكلام العاتي، فقطعت وعودا : كنت الكهربة وكنت التعبيد وكنت التدفق......كنت وكنت
"تعلمت رقص الباليه رغما عن أنفي، فأنا مضطر للمشي على مقدمة قدمي اتقاء الحفر التي تملأ الطريق المؤدية لبيتي"
هذا ما قالته إحدى المطايا يوما وهي تصف انجازاتك !!وما تدفق عليك من ....
أذكر فيما أذكر أن قطعة من لسانك انسابت أرضا وأنت تهم بإلقاء إحدى خطبك العصماء !! وعوض أن يرجعوا المضغة المنسابة لمكانها أثبتوها بأقصى نقطة بفمك !!!.
لم تستطع العتاب ولا اللوم ،فحملوك على التماوق، وبمأق العين جرت دموعك ،وأنت الواجف !!!!
أعرف أنك تتنفس بصعوبة ، وتفكر بصعوبة أكثر، وأن الصور تراكمت بذاكرتك ، فغدوت ترتعش ترتعد، هوسوك ، وما نفعت حيل العلاج الموارب !!هوسوك واعتذروا....وجاء عذرهم بكل اللغات ... وعدوك بإجراء عملية ثانية ;وأخرى لإرجاع قطعة اللسان لمكانها الأصلي !!!
أعلم انك تتنفس بصعوبة،،تفكر بطريقة مخالفة مبتكرة ،لكنك عاجز عن الكلام